أعدّ الله تعالى لأهل الجنة نعيمًا مقيمًا، لا يزول ولا ينقطع، ومن أوجه هذا النعيم: الطعام والشراب. وقد بيّن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة تفاصيل متفرقة عن هذا الطعام، وما فيه من لذّة وتنوّع، لا يُقارن بما عرفه الناس في الدنيا.
أول طعامٍ يأكله أهل الجنة
ورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال في حديث الشفاعة الطويل:
“فإذا دخل أهل الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيّض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجّنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئًا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل… فأول طعامٍ يأكلونه كِبِدُ الحوت.”
📚 رواه مسلم، حديث رقم 183.
كِبد الحوت هي أوّل وجبة تُقدَّم لأهل الجنة، وهي دلالة على الكرم والعطاء الإلهي، إذ تُعدّ الكِبد من أطيب أجزاء الحيوان، واختيارها من أعظم المخلوقات البحرية – الحوت – يدل على عظمة النعيم الذي لا يُقارن بما في الدنيا.
تنوّع طعام أهل الجنة
الفواكه
ورد في آيات كثيرة أن أهل الجنة يأكلون من الفواكه بلا حساب:
“وفاكهةٍ مما يتخيّرون”
📖 (سورة الواقعة، الآية 20)
“فيهما من كلّ فاكهةٍ زوجان”
📖 (سورة الرحمن، الآية 52)
الفاكهة متوفرة لهم بكثرة، في أي وقت، ويختارون منها ما يشتهون، وهي ليست محدودة الأنواع بل كثيرة ومتجددة.
اللحوم
ورد أن من طعام أهل الجنة اللحوم:
“ولحمِ طيرٍ مما يشتهون”
📖 (سورة الواقعة، الآية 21)
قال المفسرون: لحوم طير الجنة تختلف عن طيور الدنيا، فهي لذيذة، وسهلة الأكل، ولا تحتاج إلى طبخ أو ذبح.
الشراب
يشرب أهل الجنة من أنهار متعددة الأنواع:
“فيها أنهارٌ من ماءٍ غير آسن، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمه، وأنهارٌ من خمرٍ لذةٍ للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مصفّى…”
📖 (سورة محمد، الآية 15)
وهذه الأنهار تجري تحت قصورهم وبساتينهم، ويأخذون منها ما يشتهون، دون أن يتغير طعمها أو تفسد.
خصائص طعام الجنة
- لا يُنتج فضلاتفي الحديث الشريف:“يأكلون ويشربون، ولا يتغوّطون، ولا يمتخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جُشاء كريح المسك…”📚 رواه مسلم.
- دائم لا ينقطعلا يخاف أهل الجنة من انتهاء الطعام أو قلّته، فهو موجود أبدًا.
- بلا مشقّة ولا كلفةلا يحتاج أهل الجنة إلى الطبخ أو التحضير أو العمل للحصول على الطعام، بل يُحضّر لهم بكل سهولة ويصل إليهم.